Powered By Blogger

الاثنين، 22 نوفمبر 2010

أيام الإختبارات أسرار وأخطار

أيام الإختبارات أسرار وأخطار ..

بعد أيام قلائل ستبدأ الاختبارات ، وسيعيش أكثر الناس ، أيام خوف وقلقل وترقب ، وستتحول أكثر البيوت إلى جد واجتهاد وانضباط ، بل قد يصل الوضع إلى التوتر في بعض البيوت ، والكل يهدف إلى نجاح أبنائه في نهاية المطاف.

وحتى تمر هذه الأيام بكل يسر وسهولة ، وحتى نتجاوز بعض العقبات فيتم إلقاء الضوء على هذا الموضوع المهم ..وفي البداية تجدر الإشارة إلى تعريف الاختبارات وبعض فوائدها.

إن الأصل في الاختبار هو قياس الناتج التعليمي لدى الطالب خلال فترة زمنية معينة ، بعد مروره بمواقف تعليمية محدده ، داخل الصف الدراسي أو خارجه ، سواء عن طريق الكتاب المقرر أو التجربة أو المشاهدة ، وذلك لتحقيق أهداف عدة منها.

توفير مؤشرات حقيقية توضح مقدار التقدم الذي أحرزه الطالب مقارنة بالأهداف التعليمية ،و التي سبق أن خطط لها من قبل واضعي سياسة التعليم.
ومن فوائد الاختبار : مساعدة المعلم والمدرسة والوزارة على إصدار أحكام موضوعية عن مدى نجاح الأهداف التربوية والوسائل والأنشطة التي استخدمت في تنظيم العملية التعليمية التعليمة.

ومن فوائد الاختبارات أيضا : تحديد الجوانب الإيجابية في أداء الطالب والعمل على تعزيزها ، واكتشاف المواهب لدى الطلاب والعمل على تطويرها ، وفي نفس الوقت تقوم بتشخيص جوانب الضعف في تحصيل الطلبة وتفكيرهم ، تمهيداً لبناء الخطط العلاجية لتلافي ذلك الضعف.

وأخيرا من فوائد الاختبار : توفير بيانات كافية ، يتم بناء عليها اتخاذ قرارات تتعلق بنقل الطلبة من مستوى دراسي إلى مستوى أعلى .


ولنجاح الاختبار فيجب على المعلم ، أن يقوم بتحليل محتوى الكتاب المدرسي ، ثم وضع الأسئلة بناء على الأهداف السلوكية التي كان يحضر الدروس عليها في الفترة الماضية ، على أن تشمل هذه الأسئلة جميع مستويات التفكير ، كما تشمل جميع محتويات المقرر .

بعد ذلك لابد من تطبيق جدول المواصفات على الأسئلة الموضوعة ، لمعرفة طول الاختبار من قصره وتناسبه مع الزمن المقرر للاختبار إلى غير ذلك من طرق بناء الاختبار الناجحة.

وممايؤسف له " أن كل الكلام الذي سبق ليس له رصيد على ارض الواقع إلا عند عدد قليل من المربين" حيث أن الهدف الوحيد من الاختبار عند الآباء والمربيين: هو رفع الطالب إلى صف دراسي إلى الذي بعده ، وفي النهاية نجاحه من الثانوية أن أمكن ثم دخوله في جامعة أو معهد أو وظيفة . وليس هناك من يستفيد من الاختبارات استفادة حقيقية ، لا من ناحية اختيار المعلمين ومعرفة صلاحيتهم للتدريس من عدمه ، ولا من ناحية توفير المباني المناسبة ، والوسائل التعليمية ولا المقررات والأنشطة المصاحبة للتعليم .

الهدف من الزحمة التي تشاهدونها من بداية العام إلى نهايته ، هو نجاح الطالب من صف إلى آخر ، ولو بالدف كما يقال .

وهذا يقودنا إلى دعوة ولاة الأمر إلى مراجعة نظام التعليم ككل ، والعمل على تطويره لمواكبة روح العصر ، مع الاحتفاظ بالثوابت في حياة المسلم .

كما يقودنا ما سبق إلى أمر مهم : وهو عدم جعل الدراسة هي مقياس النجاح والفشل في الحياة ، فلا نحمل الطلاب أخطاء بعض المعلمين وبعض الإداريين ، ولا نحملهم أيضا قصور بعض المقررات الدراسية ، ولا نحمله سوء المباني المدرسية وقلة الوسائل والأنشطة التعليمية . فكثير من الطلاب هم ضحايا للبيئة التعليمية ، والبيئة الاجتماعية .

بعد هذه المقدمة عن الاختبارات فدعونا ندخل فيما يحدث في فترة الاختبار من أخطاء وتجاوزات وأخطار تحف بالطالب ، وهي نتيجة حتمية لعدم الفهم الحقيقي لمشروع التعليم الشامل .

وفي هذه الخطبة لن يتم التطرق إلى ما يتعلق بالمدارس وقصورها في تأدية رسالتها ، لأن هذا له مجال آخر. ولكن سيتركز الحديث حول ما يتعلق بالطالب وولي أمره ، وما قد يحصل فيه من سلبيات ، وهذه المساحة التي بإمكاننا أن نتحرك فيها.

أول موضوع نبدأ به هو موضوع السهر :

اعتاد بعض الطلاب على السهر ليالي الاختبارات ، بحجة إنهاء المقرر وحفظه ، وهذا في الحقيقة خطأ كبير ، لا يساعد على الحفظ و لا التذكر ، بل قد يكون سببا في ضياع المعلومات وقت الاختبار .وكم من طالب حفظ المقرر عن ظهر قلب ، ولما جاء الاختبار نسي أشياء كثيرة ، بسبب السهر والتعب .بل ربما غلبه النوم في آخر الليل ففاته الاختبار.

والسبب في ذلك أن مخزن المعلومات هو المخ ، والمخ كما هو معروف مكون من أعصاب وخلايا ، وهو مرتبط بجميع أجزاء الجسم ، فإذا أنهك الجسم فإن المخ ولا شك سيتأثر سلبا ، مما يعود على الطالب بالضرر النفسي والجسمي والعصبي ، وبالتالي تكون النتائج في غير صالح الطالب . لذلك ينصح الطلاب هذه الأيام ، بالنوم قريبا من الساعة الحادية عشر ليلا والاستيقاظ لصلاة الفجر ، والمذاكرة بعدها ، ففيه وقت طويل والفائدة فيه أكبر.

الموضوع الثاني المتعلق بالطالب أثناء الاختبارات موضوع تعاطي المخدرات في أيام الامتحانات وللأسف الشديد ، ينشط مروجوا المخدرات في بيع الحبوب المسهرة ، والمسمات ( بالكبتاجون) . وتباع هذه الأيام على شكل كبسولات ، ولها مسميات عديدة ، وأكثرها مقلد مغشوش ، وهذا الشبح المخيف يتسلل خفية بين الطلاب في محاولة وهمية منهم ، لزيادة الإبداع والإحساس بالنشاط ، وبالتالي النجاح في الاختبار ، غير مبالين بالنتائج المترتبة من جراء استخدامها .

والحقيقة أن هذا مفهوم خاطئ جدا ، والسبب أن هذه الحبوب تؤثر على خلايا المخ مباشرة ، حيث تسبب في زيادة إفراز الموصلات الكيميائية ، وبالتالي يشعر الإنسان المستخدم بنوع من زيادة الطاقة ، ومقاومة الإرهاق والإنهاك، وطرد النعاس ولكن آثارها السلبية خطيرة ، حيث أن استخدامها يسبب الإدمان والتعود ، وكلما كثرت المدة أو كبرت الجرعة كلما كانت العواقب خطيرة.

مما يؤسف له أن العديد من السذج يقع في وحل الإدمان والمخدرات من تلك المنطلقات الخاطئة ، فيقعون في الإدمان عليها ، وبالتالي إصابتهم بالعديد من الأمراض والاضطرابات النفسية والوجدانية وربما الوفاة .فكم طالب كان متفوقاً على أقرانه ، فتعاطى المنشطات ليواصل السهر ويحقق نتائجه المبهرة ، ينتهي به الأمر إلى ظلمات السجون والمصحات النفسية .

فعلى الطلاب أن يحذروا من هذه السموم ، حتى لا يندموا في لحظة من اللحظات ، وعليهم أيضا أن يبلغوا مكافحة المخدرات عن مروجيها ، وليحذروا زملاءهم عنها ، ويبينوا خطرها .

وعلى الآباء أن ينتبهوا لأولادهم بعد تحذيرهم منها ، وملاحظة ما قد يبرز عليهم من أعراض مثل الإكثار من شرب الشاي والتدخين بشراهة ، والرغبة في التحدث إلى الآخرين لفترات طويلة ، وشحوب لون الوجه والشفتين ، إضافة إلى احمرار العينين وضعف الشهية.

الموضوع الثالث المتعلق بالطالب أثناء الاختبارات موضوع الغش : الغش في الاختبار أحد أنواع الغش المحرمة ، والذي يغش فقد خان ربه ودينه وأمته ، مهما كان ذلك الغش ، فهو قد عصى الله تعالى بمخالفته لنهيه حين قال عز من قائل ( يَا أيها الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أماناتكم وَأنتُمْ تَعْلَمُونَ }الأنفال27 ومخالفة لنهي رسوله صلى الله عليه وسلم الصريح حين قال ( من غشنا فليس منا ) .كما أن فيه خيانة للأمة ، لأنه سوف ينجح بالغش ، وسينافس من نجح بجد ، وربما تقلد مناصب في البلد بشهادة بنيت على غش ، والمشكلة في راتبه الذي يتقاضاه بناء على نجاحه بالغش.

لذا فعلى الطلاب أن يتقوا الله ويحذروا من ممارسة هذه المعصية ، كما يجب على أولياء الأمور أن ينبهوا أولادهم على هذا الخطأ الشنيع ، وكذلك على الجميع أن يتكاتفوا للحد من هذه الظاهرة السيئة ، والتبليغ على المحلات والمعلمين والطلاب الذين يمارسوا أو يساعدوا على تسهيل مهمة الغش .

الموضوع الرابع المتعلق بالطالب أثناء الاختبارات هو رمي الكتب بعد انتهاء الاختبار ، وهذا التصرف خطأ من عدة أوجه :

الأول أن الكتاب قد كلف الدولة عشرات الريالات ، وهو من بيت مال المسلمين ، فالعبث به عبث بمال الأمة ، وهذا أمر محرم .

الخطأ الثاني أن غالب الكتب الدراسية تحمل في طياتها آيات قرآنية وأحاديث نبوية .,وأحيانا تكن كُتُبَ تفسير أو حديث أو توحيد .وكلها آيات وأحاديث .فرميها في الشارع لتداس بالأقدام أو رميها في صناديق القمامة إهانة لدين الله تعالى .

إن هذه الممارسات تتكرر في كل فترة اختبار ، وهذا شيء مؤسف جدا أن يصدر من أبناء المسلمين .

لقد غضبت الأمة بسبب رسوم مسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، قام بها عدد من الكفار الذين لا يعرفون الإسلام ، ونحن وللأسف نشاهد أبناء المسلمين يرمون ويستهترون بكلام الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . والله أن القلب ليحزن ، وأن العين لتدمع ، عندما ترى كلام اللهِ تعالى تدوسه الأقدام في الشوارع ، أو عندما ترى كُتُب الدين وقد تلطخت بالقاذورات في الأرض أو في براميل القمامة .

فعلى جميع الطلاب أن يتقو الله تعالى في الكتاب المدرسي ، و ألا يهينوه تلك الإهانة ، حفاظا على أموال الأمة ، وتكريما لكلام الله ورسوله . وفي حالة الرغبة في التخلص منه ، فأنه يسلم إلى المدرسة ، أو يحرق ويدفن إن كان يصعب الاستفادة منه.أو يتصدق به على جهة خيرية تبيعه إلى إحدى شركات تدوير الورق.

الموضوع الخامس المتعلق بالطالب أثناء الاختبارات هو موضوع خروج الطلاب بعد فترة الاختبار ، فهذه في الحقيقة فترة حرجة على الآباء والمربين الاهتمام بها ومراعاتها . ففترة الاختبارات تعد من أهم وأخطر الفترات في حياة الطلاب وأسرهم وحتى مدارسهم حيث تتجاذب الطلاب فيها كثير من الأخطار وتحدث منهم عدد من التجاوزات .

فالخطر الأول : يأتي من مروجي المخدرات ودعاة الرذيلة وبائعي أشرطة الجنس ، وأفلام البلوتوث ، والمقاطع الجنسية الذين يتجولون حول المدارس والمطاعم والمقاهي لاصطياد الطلاب والطالبات ، ويروجون بضاعتهم عليهم .

والخطر الثاني المترتب على خروج الطلاب من الاختبارات : مسألة التفحيط ، فكثير من الطلاب لديهم سيارات ، إضافة إلى بعض العاطلين ، فبعد الامتحان ينشط المفحطون ، وهنا تحصل الكوارث .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق